• الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 08:21 صباحاً

لم أكن، يوما، مقتنعا بفكرة تقديس العربية، كما روجت لذلك أغلب الكتابات المنافحة عنها، والتي تربط بينهما وبين القرآن الكريم بعلاقة عضوية، كنت أنظر إلى العربية دائما على أنها لغة كسائر اللّغات وظيفتها الأولى هي التواصل بين البشر والتعبير عن أفكار الناس ومشاعرهم، وبالتالي يمكن أن تدرس بين البشر والتعبير عن أفكار الناس ومشاعرهم، وبالتالي يمكن أن تدرس بموضوعية وعلمية دون ضرورة ٌلإضافة صفات أخرى إليها تجعلها محل قداسة وتبجيل، لكن ما وصل إليه حال العربية في الواقع الاجتماعي والثقافي والإداري يدفع إلى الاعتقاد بأن أول شرط من شروط تطوير اللّغة أو، على الأقل الحفاظ عليها، هو هذا البعد الوجداني الذي يبدأ من الاعتزاز بها اعتزازا إذا لم يكن تقديسا فهو درجة عالية من المحبة والتقدير والاحترام والتبجيل والتفضيل، هذا الشرط يمثل المنطلق الروحي لعملية التطوير اللّغوي، إذا لا يمكن تطوير أيّ شيء إلاّ بدافع وجداني أولا يضعه في مركز العناية والتقدير والاهتمام.